
اليوم الوطني للإعلام: فرصة لتقييم الواقع وتعزيز المسار المهني بالمغرب
يعد اليوم الوطني للإعلام، الذي يصادف 15 نونبر من كل عام، محطة هامة لتقييم واقع الإعلام في المغرب والبحث عن سبل تطويره. هذه المناسبة، التي ترسخت كجزء من الأجندة الوطنية، تشكل فرصة للوقوف على المكتسبات المحققة وتحديد الأولويات المستقبلية للنهوض بالقطاع الإعلامي بمختلف مكوناته.
في هذا السياق، يواجه الإعلام المغربي العديد من التحديات التي تتطلب معالجات عميقة. الصحافة المكتوبة، على سبيل المثال، تعاني من ضعف الإقبال وتراجع المبيعات، نتيجة عوامل متعددة تشمل التحولات الاقتصادية والاجتماعية وظهور وسائل إعلام جديدة. ورغم توقيع اتفاقيات بين الجهات الفاعلة في القطاع، لا تزال مشاكل المقاولات الصحافية قائمة، ما يستدعي جهوداً إضافية لإيجاد حلول مستدامة.
الصحافة الإلكترونية، التي باتت تحظى بإقبال كبير، تواجه تحديات من نوع آخر تتعلق بالتنظيم والاحترافية. ورغم سهولة الوصول إلى المحتوى الرقمي وسرعة بثه، فإن القطاع بحاجة إلى تأطير يضمن استدامته ويعزز جودته، خصوصاً مع تزايد المنافسة الداخلية والخارجية.
الإعلام السمعي البصري بدوره مدعو لمراجعة برامجه وتعزيز انفتاحه على مختلف مناطق المملكة، بهدف تقديم محتوى يعكس الدينامية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تعرفها البلاد. كما أن الاستعدادات الوطنية لاحتضان تظاهرات رياضية كبرى تتطلب جهداً إعلامياً موازياً لتقديم صورة إيجابية عن المغرب، ما يبرز أهمية التكوين المهني وتعزيز الكفاءات في هذا المجال.
ويشكل هذا اليوم فرصة للنقاش بين المهنيين حول التحديات الراهنة التي تواجه الإعلام، مثل تعزيز المصداقية، تحسين أوضاع العاملين، ودعم الإعلام الوطني ليكون قادراً على مواكبة التغيرات السريعة. في ظل هذه المتغيرات، يبقى رهان تطوير القطاع وتعزيز مكانته محلياً ودولياً ضرورة ملحة، تعكس تطلعات المجتمع نحو إعلام قوي ومسؤول يساهم في تحقيق التنمية الشاملة.