اعلان
اعلان
ثقافة وفن

النيران تلتهم متحف السينما بورزازات: معلمة فنية تكاد تختفي

شهدت مدينة ورزازات المغربية كارثة ثقافية وفنية كبرى بعد اندلاع حريق هائل في متحف السينما الشهير بالمدينة. الحريق، الذي اندلع بشكل مفاجئ، ألحق أضرارًا جسيمة بهذه المعلمة الفنية التي تُعد واحدة من أبرز المعالم الثقافية والسياحية في المنطقة.

اندلع الحريق في ساعات الصباح الأولى من يوم الأربعاء، وانتشر بسرعة كبيرة بفعل الرياح القوية والمواد القابلة للاشتعال الموجودة داخل المتحف. ووفقًا لشهود عيان، فقد كانت ألسنة اللهب تتصاعد بشكل مرعب، مما جعل السيطرة على الحريق تحديًا كبيرًا أمام فرق الإطفاء المحلية.

اعلان

تدخلت فرق الإطفاء بسرعة كبيرة لمحاولة السيطرة على النيران والحد من انتشارها إلى المباني المجاورة. وقد استغرق الأمر ساعات طويلة من العمل المتواصل لإخماد الحريق بالكامل. وأفادت السلطات المحلية بأنهم استعانوا بتعزيزات من المدن المجاورة لمواجهة هذا الحريق الكبير.

ألحق الحريق أضرارًا بالغة بمتحف السينما، مما أدى إلى تدمير العديد من المقتنيات القيمة والديكورات السينمائية التاريخية. ويُعد المتحف من أهم المعالم التي تجسد تاريخ صناعة السينما في ورزازات، التي لطالما عُرفت بأنها “هوليوود أفريقيا”. واشتملت الأضرار على فقدان أجزاء كبيرة من المجموعات الفريدة التي كانت تُعرض للجمهور، والتي تشمل أزياء، وديكورات، وأدوات تصوير استُخدمت في إنتاجات سينمائية عالمية.

متحف السينما بورزازات ليس مجرد متحف عادي، بل هو نافذة على تاريخ السينما العالمية التي صُوّرت في المغرب. استضاف المتحف على مدى سنوات عديدة عددًا لا يُحصى من السياح والفنانين والمخرجين العالميين الذين جاءوا للاطلاع على هذا الكنز الفني. ومن أبرز الأفلام التي تم تصويرها في المنطقة واستخدمت قطعًا من هذا المتحف: “غلادياتور”، “المومياء”، و”لورنس العرب”.

أثار الحريق موجة من الحزن والأسى بين سكان المدينة وعشاق السينما والمثقفين. وأعرب العديد من الفنانين والمخرجين المغاربة والعالميين عن صدمتهم وحزنهم العميقين لفقدان هذا الصرح الثقافي. وقد عبّر العديد منهم عن تضامنهم واستعدادهم للمساهمة في إعادة ترميم المتحف وإعادة الحياة إليه.

في ظل هذه الخسارة الكبيرة، بدأت دعوات لإعادة بناء وترميم متحف السينما بورزازات. وقد أعلنت وزارة الثقافة المغربية أنها ستعمل بالتعاون مع جهات محلية ودولية لإعادة بناء المتحف واستعادة ما يمكن استعادته من المقتنيات. كما أطلقت عدة جمعيات محلية ودولية حملات لجمع التبرعات لدعم جهود إعادة الإعمار.

يُعد حريق متحف السينما بورزازات خسارة كبيرة للتراث الثقافي والفني للمغرب والعالم بأسره. ومع ذلك، فإن الأمل في إعادة بناء هذا الصرح ينبع من الدعم الكبير الذي أبدته مختلف الجهات. سيبقى متحف السينما رمزًا لتاريخ السينما الغني في ورزازات، وجهود إعادة بنائه ستكون شهادة على التقدير الكبير الذي يحظى به هذا المعلم الثقافي لدى الجميع.

اعلان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى