
الملك محمدالسادس يحيل مدونة الأسرة الجديدة على المجلس العلمي الأعلى لدراستها إستنادآ على المبادئ الإسلامية
تفضل جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رئيس المجلس العلمي الأعلى، يوم الجمعة 21 ذي الحجة 1445 هـ، الموافق لـ 28 يونيو 2024، بإصدار توجيهاته السامية للمجلس العلمي الأعلى. وجه جلالته المجلس بدراسة المسائل الواردة في بعض مقترحات الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، وذلك استناداً إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي الحنيف، ومقاصده السمحة. كما وجه برفع الفتوى المتعلقة بهذه المسائل إلى النظر السامي لجلالته.
جاءت هذه الإحالة بعد انتهاء الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة من مهامها داخل الأجل المحدد لها، ورفع مقترحاتها إلى النظر الملكي السامي. وبالنظر لتعلق بعض المقترحات بنصوص دينية، ارتأى جلالته إحالة الأمر إلى المجلس العلمي الأعلى، الذي يُعد، بموجب الفصل 41 من الدستور، الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوى التي تُعتمد رسمياً.
وفي هذا السياق، دعا جلالة الملك المجلس العلمي الأعلى إلى استحضار مضامين الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى السيد رئيس الحكومة، والتي تدعو إلى اعتماد فضائل الاعتدال والاجتهاد المنفتح البناء. وأكد جلالته على ضرورة الالتزام بالضابط الذي عبر عنه مراراً، وهو عدم السماح بتحليل ما هو حرام أو تحريم ما هو حلال.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود جلالة الملك المستمرة لتحديث وتطوير الإطار التشريعي في المملكة المغربية، بما يتماشى مع تطلعات المجتمع المغربي ويحترم في الوقت ذاته مبادئ وأحكام الدين الإسلامي. ويعكس هذا التوجيه السامي حرص جلالته على تحقيق التوازن بين الأصالة والمعاصرة، وتأكيد دور المجلس العلمي الأعلى في إصدار الفتاوى المستندة إلى القيم الإسلامية السمحة.
بهذه الخطوة، يؤكد جلالة الملك محمد السادس التزامه الثابت بتعزيز دولة القانون والمؤسسات، وتعزيز قيم التسامح والاعتدال التي تميز الهوية المغربية، وحرصه على الاستجابة لتطلعات المواطنين في إطار من الشرعية والمرجعية الدينية السمحة.



