
المغرب يُنهي إحصاء السكان ويستعد للإعلان عن النتائج الرسمية
أنهت المندوبية السامية للتخطيط في المغرب يوم الجمعة الماضي عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى التي استمرت لمدة شهر في مختلف مناطق المملكة. ومع انتهاء هذه العملية، تبدأ مرحلة جديدة تتعلق بتفريغ وضبط الأرقام والمعلومات المجمعة ووضع اللمسات الأخيرة قبل الإعلان الرسمي عن النتائج.
عملية الإحصاء التي تشمل جميع جوانب السكان والسكنى في المغرب تعد من العمليات الكبرى التي تنفذها المندوبية بشكل دوري كل عشر سنوات. الهدف منها ليس فقط معرفة عدد سكان البلاد، بل أيضًا جمع بيانات دقيقة وشاملة حول ظروف المعيشة، البنية التحتية، والإسكان. هذه المعطيات تساعد الحكومة ومؤسسات الدولة في التخطيط الاستراتيجي واتخاذ القرارات المتعلقة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
بعد انتهاء المرحلة الميدانية من الإحصاء، تم تجميع المعطيات في مركز خاص بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في ابن جرير، وهو المركز الذي يشرف على معالجة البيانات. يتم هناك فحص البيانات وتنقيحها للتأكد من دقتها قبل تسليم النتائج النهائية إلى المندوبية السامية للتخطيط. من المتوقع أن تُعلن النتائج بشكل رسمي في الأشهر المقبلة، مع تقديم تفاصيل دقيقة حول عدد السكان وتوزيعهم الجغرافي، وكذلك معطيات أخرى متعلقة بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية.
تاريخ الإحصاءات السكانية في المغرب يظهر نمواً مستمراً في عدد السكان على مدار العقود الماضية. ففي إحصاء عام 1982 بلغ عدد سكان المغرب 11.6 مليون نسمة، فيما ارتفع العدد إلى 26 مليون نسمة في إحصاء 1994. أما في إحصاء 2004 فقد تجاوز عدد السكان 29 مليوناً، بينما أظهر الإحصاء الأخير في عام 2014 أن عدد سكان المغرب بلغ حوالي 33.8 مليون نسمة.
الزيادة السكانية التي شهدها المغرب تعكس التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية. كما أنها تلقي الضوء على التحديات التي تواجهها الدولة في مجالات مثل التعليم، الصحة، الإسكان، والبنية التحتية. ويعد الإحصاء الحالي فرصة لتحديث البيانات التي ستستخدم في وضع استراتيجيات تنموية جديدة تلبي احتياجات المجتمع المغربي.
في النهاية، تجدر الإشارة إلى أن هذه الإحصاءات هي أداة أساسية في رسم سياسات الدولة على المدى الطويل، مما يساعد على تحسين نوعية الحياة للمواطنين وضمان تنمية متوازنة ومستدامة في جميع أنحاء المملكة.



