
الشعوذة في ليلة عاشوراء بالمغرب: طقوس غامضة وممارسات محفوفة بالمخاطر
تعد ليلة عاشوراء واحدة من المناسبات الدينية والثقافية الهامة التي تجمع بين الطقوس الدينية والتقاليد الشعبية. ومع ذلك، فإن هذه الليلة تكتسب طابعًا آخر يرتبط بالشعوذة والطقوس الغامضة، حيث يلجأ البعض إلى ممارسة طقوس سحرية وشعوذة سعياً لتحقيق رغباتهم أو حل مشكلاتهم.
في كل عام، تنتشر القصص والتقارير عن ممارسات الشعوذة التي تشهدها هذه الليلة، حيث يقوم البعض بزيارة المشعوذين والدجالين، معتقدين أن لهم قدرات خارقة تمكنهم من تغيير مجرى الأحداث أو التأثير في مصائر الناس. تتنوع هذه الممارسات بين الطقوس السحرية، استخدام الطلاسم، والأعمال السحرية الأخرى، التي غالباً ما تكون مكلفة ومعقدة.
من بين أكثر الطقوس شيوعاً في هذه الليلة، نجد استخدام الشموع والأعشاب والبخور، بالإضافة إلى كتابة الطلاسم والتعاويذ على أوراق خاصة. كما يلجأ البعض إلى دفن أو حرق أشياء معينة، معتقدين أن ذلك يمكن أن يجلب الحظ أو يبعد الشر.
ورغم أن هذه الممارسات تعتبر غير قانونية ومحرمة دينيًا، إلا أنها لا تزال تجذب الكثيرين بسبب الإيمان الراسخ لدى بعض الفئات بقدرتها على تحقيق المعجزات. يتوافد الناس من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية إلى المشعوذين، في محاولة لإيجاد حلول لمشاكلهم الشخصية أو العائلية، سواء كانت تتعلق بالصحة، الحب، المال، أو حتى الانتقام من الأعداء.
لكن لا تخلو هذه الممارسات من المخاطر، حيث تتسبب أحياناً في إيذاء الناس جسديًا أو نفسيًا، بالإضافة إلى الاحتيال والنصب الذي يتعرض له العديد من الأشخاص. وقد أدت هذه الظاهرة إلى تدخل السلطات الأمنية في بعض الحالات، حيث يتم القبض على المشعوذين والدجالين وتقديمهم للعدالة.
من جهة أخرى، تعمل المؤسسات الدينية والثقافية على نشر التوعية والتحذير من مخاطر هذه الممارسات، مشددة على أن اللجوء إلى الشعوذة يتنافى مع التعاليم الإسلامية والأخلاقية. وفي هذا السياق، تقوم بعض الجمعيات بتنظيم حملات توعوية لتثقيف الناس حول أضرار الشعوذة وأهمية التمسك بالقيم الدينية الصحيحة.
في نهاية المطاف، تبقى ليلة عاشوراء مناسبة دينية مهمة في المغرب، تجسد قيم التضحية والفداء، ولكنها في نفس الوقت تكشف عن جوانب أخرى من المجتمع المغربي، حيث تتداخل التقاليد الشعبية مع الممارسات الغامضة التي تستدعي تدخل المجتمع بأسره لمواجهتها والتصدي لها.