
في ظل إقتراب عيد الأضحى المبارك، يواجه المغاربة تحدياً اقتصادياً جديداً يتمثل في الزيادة الحادة لأسعار الأضاحي، مما يثير موجة من القلق والغضب في صفوف المواطنين، خاصة مع تزامن هذا الارتفاع مع تداعيات الجفاف وارتفاع تكاليف العلف.
تشهد الأسواق المغربية ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الأضاحي هذا العام، حيث تجاوزت الزيادة نسبة 15% مقارنة بالعام الماضي. ويُعزى هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، أبرزها توالي سنوات الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف، بالإضافة إلى التضخم العالمي الذي أثر بشكل كبير على القطيع الحيواني.
يُشير الخبراء إلى أن الجفاف الذي لم يشهده المغرب منذ عقود قد أدى إلى نقص في الكلأ وإفلاس العديد من المستثمرين في قطاع المواشي. وقد أدى ذلك إلى بيع المواشي بأعداد كبيرة، مما ساهم في تقليص القطيع المحلي وبالتالي ارتفاع الأسعار.
رداً على هذه الأزمة، كشفت الحكومة المغربية عن تفاصيل جديدة لدعم الأضاحي، حيث تم استيراد حوالي 220 ألف رأس حتى الآن، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 250 ألف رأس. وقد أعلنت الحكومة عن دعم استثنائي لاستيراد الأغنام بقيمة 500 درهم للرأس، في محاولة لضمان استقرار الأسعار.
على الرغم من الجهود الحكومية، يبقى السؤال مطروحاً حول مدى فعالية هذه الإجراءات في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة. ويحذر البرلمانيون من محاولات بعض المستفيدين لاحتكار الأغنام وتأجيل بيعها، مما قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.
يُعد ارتفاع أسعار الأضاحي قضية معقدة تتطلب حلولاً مستدامة وشاملة تأخذ بعين الاعتبار الوضع الاقتصادي للمواطنين والتحديات البيئية التي يواجهها المغرب. ومع اقتراب عيد الأضحى، تتجه الأنظار نحو الحكومة لرؤية ما إذا كانت الإجراءات المتخذة ستؤتي ثمارها في تخفيف العبء عن كاهل المواطنين.