دولي

إيران تدرب البوليساريو في سوريا؟!

في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، كشف فهد المصري، رئيس جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا، عن تحركات إيرانية جديدة في المنطقة، حيث تعمل طهران على توسيع نفوذها من خلال إنشاء قواعد جديدة في سوريا ونقل قواتها إلى هناك، متجنبة بذلك الضربات التي تتعرض لها مواقعها التقليدية. وأشار المصري إلى أن الحرس الثوري الإيراني أرسل نحو 200 عنصر من ميليشيا البوليساريو، المدعومة من الجزائر وإيران، إلى جنوب سوريا، وتمركزوا في مواقع عسكرية مثل مطار الثعلة وكتيبة الدفاع الجوي في السويداء، بالإضافة إلى اللواء التسعين القريب من مرتفعات الجولان.

وأضاف المصري أن إيران قامت خلال السنوات الثلاث الماضية بتدريب عناصر البوليساريو في مواقع عسكرية في ريف درعا، مما يثير التساؤلات حول طبيعة الفوائد التي تجنيها الجزائر من دعمها لهذه الميليشيا، وتحالفها مع نظام الأسد وإيران في إطار عدائها للمغرب. واعتبر أن هذا الدعم الجزائري للبوليساريو يشكل تهديداً للأمن القومي الجزائري نفسه، إذ أن هذه الميليشيا أصبحت تتلقى توجيهات مباشرة من القيادة الإيرانية.

وفي سياق متصل، شدد المصري على ضرورة تصنيف ميليشيا البوليساريو كتنظيم إرهابي، مشيراً إلى أنها لا تشكل خطراً على الوحدة الترابية للمغرب فحسب، بل تهدد أيضاً أمن المنطقة بأسرها. ودعا المنتظم الدولي إلى التحرك بشكل جدي لاستئصال هذا التنظيم ومحاسبة الأطراف التي تدعمه.

وفي سياق أوسع، أوضح المصري أن إيران أجرت تغييرات استراتيجية في المنطقة خلال الشهر الماضي، حيث انسحب عناصر حزب الله من عدة مواقع في جنوب سوريا ليحل محلهم أفراد ميليشيا الحشد الشعبي، التي يُعتقد أن نظام الأسد قام بتجنيسهم. ونُقلت عناصر حزب الله إلى مناطق مثل حمص واللاذقية وطرطوس، حيث تمتلك إيران أكثر من 60 ميليشيا موزعة على ما يزيد عن 520 موقعاً داخل سوريا.

وأشار المصري إلى أن إعادة نشر الميليشيات الإيرانية تهدف إلى تعزيز العمليات العسكرية انطلاقاً من سوريا والعراق، وتخفيف الضغط عن حزب الله على الجبهة اللبنانية. كما تحدث عن استمرار عمليات تهريب السلاح من لبنان إلى سوريا عبر معابر وأنفاق سرية، في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل على معاقل حزب الله في لبنان. ورغم تراجع وجود حزب الله في مناطق مثل القلمون وبعض البلدات الأخرى، إلا أنه لا يزال يحتفظ بمواقع استراتيجية هامة في الجنوب السوري.

وفيما يتعلق بقدرات حزب الله، أوضح المصري أن الحزب يعتمد على إخفاء مخزونه من الأسلحة في مناطق نائية، مع فرض قيود صارمة على الوصول إلى تلك المناطق. ويُمنع أصحاب الأراضي المجاورة من استثمارها، وحتى الجيش اللبناني نفسه لا يمكنه الاقتراب منها. وأكد المصري أن إسرائيل قد تضطر إلى تنفيذ القرار الدولي رقم 1559، القاضي بنزع سلاح حزب الله في كل من سوريا ولبنان، لضمان أمن المنطقة. وشدد على أن الجيش اللبناني، الذي وصفه بالمخترق من قبل الحزب وإيران، غير قادر على تنفيذ هذا القرار بمفرده، داعياً إلى إشراف دولي مباشر على الحدود اللبنانية ـ السورية وعلى المرافق الحيوية مثل مطار ومرفأ بيروت.

في الختام، لفت المصري إلى أن استمرار امتلاك حزب الله للسلاح سيعزز قوته العسكرية مجدداً، مما يتطلب تحركاً دولياً عاجلاً لمنع تهديداته المستمرة للمنطقة، خاصة في ظل تصاعد التوترات بين طهران والقوى الإقليمية والدولية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى