
إفران تسجل أعلى مقياس للتساقطات المطرية في المغرب خلال الـ24 ساعة الماضية
سجلت مدينة إفران أعلى مقياس للتساقطات المطرية على مستوى المملكة خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث بلغت 71 مليمترا وفقاً للبيانات الصادرة عن المديرية العامة للأرصاد الجوية. جاءت هذه الأمطار ضمن موجة من التساقطات التي اجتاحت عدداً من المدن المغربية ابتداءً من صباح يوم الثلاثاء 11 مارس حتى صباح يوم الأربعاء 12 مارس 2025، حيث لوحظ تباين في الكميات بين مختلف المناطق المغربية، ما يعكس تنوع الحالة الجوية في المملكة وتأثيراتها.
في المرتبة الثانية، سجلت مدينة الجديدة 45 مليمترا من الأمطار، تلتها مدينة الحاجب التي حققت 44 مليمترا. أما العاصمة الرباط، فقد سجلت بدورها 40 مليمترا من الأمطار، وهي كميات تعتبر كبيرة بالنسبة لهذه المدن، ما يعني أن الأمطار كانت غزيرة بما فيه الكفاية لتؤثر على الحياة اليومية في هذه المناطق. بالإضافة إلى ذلك، كانت مدن الشمال والوسط أكثر تأثراً بالتساقطات المطرية، إذ شهدت مدينة تازة 38 مليمترا، بينما سجلت مدينة مكناس 36 مليمترا. لم تخلُ مناطق سيدي سليمان والقنيطرة من الأمطار أيضاً، حيث سجلت كلا المدينتين 35 مليمترا لكل منهما. أما مدينة شفشاون، فقد سجلت 31 مليمترا، وهو مقياس يعكس كثافة الأمطار في هذه المنطقة التي تعد من بين الأكثر تأثراً بالأحوال الجوية الماطرة.
وفي باقي المدن، كانت التساقطات أكثر تبايناً. ففي مدينة فاس سايس تم تسجيل 26 مليمترا من الأمطار، بينما كانت التساقطات في الدار البيضاء أقل كثافة، حيث وصلت إلى 17 مليمترا. وفي طنجة، سجلت الأمطار 8 مليمترات فقط، ما يعكس فرقاً كبيراً في التساقطات بين المناطق المختلفة. وفي المناطق الشرقية والجنوبية، كانت التساقطات أقل بشكل عام مقارنةً بالمناطق الأخرى. ففي مدينة وجدة تم تسجيل 3 مليمترات فقط من الأمطار، بينما سجلت مدينة تارودانت 3 مليمترات أيضاً، في حين كانت أقل التساقطات في الناظور، حيث تم تسجيل مليمترين فقط.
ورغم أن هذه التساقطات كانت غير متساوية بين مختلف المناطق، فإنها تعتبر مهمة بشكل عام بالنسبة للمملكة، خصوصاً وأنها تأتي في وقت حساس مع بداية موسم الأمطار في بعض المناطق. وقد أدت هذه التساقطات إلى عدة آثار على مستوى الحياة اليومية، حيث تم تعطيل بعض الأنشطة الاقتصادية بسبب سوء الأحوال الجوية، مما أثر بشكل خاص على حركة النقل. وفي بعض المدن التي شهدت تساقطات غزيرة، مثل سلا، تعرضت بعض الشوارع للغرق بسبب السيول، ما أسفر عن صعوبات في التنقل وتوقف لبعض الخدمات. وقد دعت المديرية العامة للأرصاد الجوية جميع المواطنين إلى توخي الحذر بسبب المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن هذه الأمطار، خصوصاً فيما يتعلق بالفيضانات والسيول المفاجئة التي يمكن أن تحدث نتيجة لكثافة التساقطات.
في هذا السياق، أصدرت المديرية العامة للأرصاد الجوية تحذيرات متتالية للمواطنين في بعض المناطق، حيث نبهت من خطر حدوث فيضانات مفاجئة، خصوصاً في المدن التي شهدت تساقطات غزيرة مثل إفران والجديدة. وقد أكدت السلطات المحلية ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر خلال هذه الفترة بسبب استمرار تدفق المياه على بعض الطرقات، خاصة في المناطق المنخفضة. وتدعو الأرصاد الجوية أيضاً إلى عدم الاقتراب من الأودية والمجاري المائية التي قد تشهد تدفقات مفاجئة نتيجة لتساقط الأمطار.
من جهة أخرى، تسببت هذه الأمطار في تعطيل بعض الأنشطة الاقتصادية الهامة، حيث تأثرت عملية تفريغ واردات المحروقات في بعض الموانئ المغربية بسبب الرياح القوية والأمطار الغزيرة. وقد كانت هذه الظروف الجوية تسببت في تأخير بعض عمليات الشحن والتفريغ في الموانئ البحرية، مما أثر على حركة الواردات والمخزون المحلي. كما أدت السيول في بعض المدن إلى تضرر البنية التحتية، ما تسبب في تدمير بعض الأرصفة والشوارع، مما يتطلب تدخلات عاجلة لإصلاح الأضرار.
ومع استمرار تساقط الأمطار، تظل التحذيرات قائمة من خطر الفيضانات والرياح العاتية، ما يجعل المواطنين مطالبين بتوخي الحذر واتباع تعليمات السلطات المحلية والأرصاد الجوية. تتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية أن تستمر هذه الأحوال الجوية لبضعة أيام أخرى، مما يوجب على المواطنين أخذ احتياطاتهم وتجنب السفر في الأوقات التي تكون فيها الأجواءغير مستقرة.