أمسية فنية تحتفي بالتراث الشمالي المغربي في سيدي سليمان

شهد المركز الثقافي بسيدي سليمان، مساء الأحد 8 ديسمبر 2024، تنظيم أمسية فنية احتفت بالتراث الموسيقي الشمالي المغربي، حيث تألقت هذه الفعالية بتنظيم مشترك بين نادي السراج وجمعية الأطلال للفنانين الموسيقيين، تحت إشراف الفنان يوسف العروصي. الحدث، الذي حظي بإقبال جماهيري كبير، أكد مرة أخرى على الإمكانيات الثقافية والفنية التي تزخر بها المدينة، وشكل مناسبة لإحياء التراث بنكهة عصرية.

عرفت الأمسية مشاركة مجموعة من الفنانين المنضوين تحت لواء نادي السراج، حيث قدموا عروضًا موسيقية متنوعة امتزجت فيها الأصالة بالحداثة. شملت الفقرات أغاني تراثية وأخرى عصرية، إضافة إلى مقطوعات موسيقية أبدع في أدائها فنانون موهوبون. وقد أضفت هذه العروض طابعًا خاصًا على الأمسية، حيث جمعت بين الأجيال المختلفة وربطت الماضي بالحاضر، مما عكس روح التراث الموسيقي الشمالي بنكهته المميزة.

تميزت الأمسية بالتفاعل الكبير من الجمهور الذي أضفى بحماسه وتصفيقاته المتواصلة أجواء من الحماس والدفء، مما أثرى أداء الفنانين وخلق تجربة استثنائية لكافة الحاضرين. كما ساهم التنظيم المحترف والإشراف الدقيق الذي قاده الفنان يوسف العروصي في إنجاح الحدث، خاصة مع اعتماد تجهيزات تقنية حديثة شملت أنظمة صوت وإضاءة متطورة، مما أضفى على الأمسية طابعًا راقيًا على المستويين الفني والتقني.

تفاعل الجمهور مع الحدث كان مميزًا، حيث عبر العديد من الحاضرين عن إعجابهم بالمستوى الرفيع للتنظيم والفقرات الفنية المقدمة. وقد اعتبروا الأمسية نموذجًا يعكس الطاقات الفنية والإبداعية لمدينة سيدي سليمان، مثمنين جهود نادي السراج وجمعية الأطلال في تقديم تجربة ثقافية وفنية راقية تلبي تطلعات الجمهور.

مثل هذه الفعاليات تعد خطوة مهمة نحو تعزيز حضور الفن والثقافة في المشهد المحلي، كما تساهم في منح الفرصة للمواهب الشابة للتعبير عن إبداعها ونقل التراث إلى الأجيال القادمة. هذا الحدث الثقافي والفني ليس فقط احتفاء بالتراث، بل هو أيضًا تجسيد للرؤية المستقبلية التي تسعى إلى ترسيخ مكانة سيدي سليمان كوجهة ثقافية مميزة على المستوى الوطني.

النجاح الكبير الذي حققته الأمسية الشمالية يعد دعوة مفتوحة لمزيد من المبادرات الثقافية والفنية التي تجمع بين الحفاظ على التراث والإبداع في تقديمه. ومن خلال احتضان مثل هذه الفعاليات، تؤكد مدينة سيدي سليمان مرة أخرى قدرتها على أن تكون منارة للإبداع الفني والثقافي في المغرب.