
أستاذ يرمي بنفسه من شرفة مؤسسة تعليمية بفاس
أثار حادث محاولة انتحار أستاذ للتعليم الابتدائي بفاس، يوم الجمعة 6 دجنبر 2024، حالة من الصدمة والاستنفار في صفوف الجسم التربوي والمجتمع المحلي. الواقعة جرت داخل مدرسة محمد الغزاوي الابتدائية التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بفاس، حيث أقدم الأستاذ (م.د)، الذي يبلغ من العمر 42 عامًا، على إلقاء نفسه من شرفة إحدى بنايات المؤسسة التعليمية في الساعة الثالثة بعد الزوال.
فور وقوع الحادث، نُقل الأستاذ المصاب في حالة حرجة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس لتلقي العلاجات الضرورية، حيث تبين تعرضه لإصابة خطيرة على مستوى الظهر. من جهتها، سارعت السلطات المحلية والأمنية إلى مكان الحادث، حيث تم فتح تحقيق معمق لمعرفة ملابسات الواقعة ودوافعها.
وفقًا لما أفادت به مصادر مقربة من المؤسسة التعليمية، فإن الأستاذ كان يعاني خلال الأيام الأخيرة من أزمة نفسية حادة أثرت بشكل كبير على حالته النفسية والمهنية. وعلى الرغم من ذلك، لم يتم تقديم تفاصيل دقيقة حول الأسباب المباشرة التي دفعت الأستاذ لمحاولة وضع حد لحياته داخل فضاء العمل.
هذا الحادث المأساوي يطرح العديد من التساؤلات حول ظروف العمل والتحديات النفسية التي يواجهها الأساتذة، خاصة في ظل الضغوط المهنية والاقتصادية التي يعاني منها قطاع التعليم. كما يسلط الضوء على الحاجة إلى توفير الدعم النفسي والاجتماعي للعاملين في هذا المجال الحساس، وضمان بيئة عمل آمنة ومستقرة تساهم في تعزيز رفاههم النفسي.
وفيما يستمر التحقيق الأمني لتحديد الأسباب والخلفيات، تبقى الواقعة بمثابة جرس إنذار لضرورة التدخل العاجل لمعالجة مشاكل قطاع التعليم، سواء على مستوى توفير الإمكانيات المادية أو تعزيز الدعم النفسي والاجتماعي، لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث التي تهز المجتمع برمته.